قامة من قامات العلم والتربية في الجزائر

الأستاذ الفاضل الدكتور الشيخ بوعبد الله غلام الله هامة من هامات السياسة وقامة من قامات العلم والتربية في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

إذا شغل مناصب عدة في قطاعات مختلفة من الدولة في مجال التربية والشؤون الدينية والفكر الإسلامي والتوجيه الثقافي، وما يحِلُّ في موضع أو موقع إلا ويُسجِل فيه بصماته الصادقة ويضع في ثنايا مشاريعه البناءة في الصرح الوطني الديني والتربوي وما أحدٌ يجهل أو يُنكرُ منجزاته القيمة وأعماله العظيمة في المناهج التربوية يوم أن كان محرراً للكتاب المدرسي في وزارة التربية وكانت أعماله ومنجزاته أكثر ظهورا ومنفعة في قطاع الشؤون الدينيةالذي شغل منصب وزيره لحوالي عقدين من السنين تمكن خلالها من إضافات نوعية على المستوى الإداري والمالي لإطارات القطاع مما أعطى دفعاً مهماً للإمام الجزائري (وإن كان لا يزال المطلوب لم يتم)

ومما ينبغي ذكره بهذا المضمار دوره الإيجابي والقوي في مناصرة الهوية الوطنية وترسيخها إبان التعديل الأخير لقانون الأسرة بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية وكان له موقف بارز في ترقية المجلس الإسلامي الأعلى وتطويره وتأطيره مع الرئيس الأسبق اليمين زروال وكان الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة قد تعرض إلى تضليل من بعض المتحرشين بالدعاة حول شخصية الداعية الكبير والإمام المصلح الشيخ محمد الغزالي رحمه الله وانبرى الشيخ حفظه الله إلى توضيح الموقف وإبراز مكانة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله ودوره الفعال في الثورة التحريرية الجزائرية. بعدها تغير الموقف لدى الرئيس وأثنى عليه خيراً .

وكان لي الشرف أن تعرفتُ عليه وتواصلتُ معه من ربع قرن في قطاع الشؤون وفي المجلس الإسلامي الأعلى، إذ وجدتهُ مُفْعماً بالتربية الروحية، ومُتَضَلّعاً من حفظ القرآن الكريم ،متشبّعاً بالمرجعية الدينية الوطنية، ملِماّ بعلوم شتى، يقدر الكفاءات ويضعها في مكانها المناسب ولايضيق بالمخالف، يستوعب الآراء كلها ويعالجها بالحكمة ولا يقتات من مواقفه ولايزايد بها، وكان له تقدير كبير ومحبة قوية في مشايخنا الكبار بالأخص الشيخ سيدي محمد بن لكبير، رحمه الله. الذي كان يتردد مرارا على مدرسته في حياته وبعد مماته.

ومما يدل على قوة شخصيته وعظيم كفاءته أنه بالرغم من تعدد المهام وكثرت الوظائف يدير زاويته العامرة ويتولى المشيخة فيها ويسير شؤونها حفظه الله وأطال عمره وأبقاه ذخراً لجزائرنا الحبيبة لقلوبنا والغالية على أنفسنا.