التســامح في الحضارة الإسلامية(01)

جميع الحقوق محفوظة لموقع www.bestfreecv.com

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين

يسعدني أن أجد نفسي بينكم لاشارك في اعمال المؤتمر العام السادس عشر للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية، الذي دعاني إلبه مشكور السيد محمود حمدي زقزوق، وزير الاوقاف الذي أسارع الى تهنئته بالتوفيق في اختيار محور”التسامح في الحضارة الاسلامية”، لتدور حوله موضوعات هذا المؤتمر المبارك إن شاء الله، كما يطيب لي أن أعرب لمعاليه عن تقديري وشكري على دعوته الكريمة التي أتاحت لي فرصة الاسهام في اثراء هذا الموضوع، بمداخلة أقدم من خلالها نموذجا تاريخيا من التسامح الاسلامي.

وما من شك ايها السادة الكرام في ان ابراز صفة التسامح، ببعديه الديني والحضاري، في الإسلام والحضارة الإسلامية، من خلال نماذج تاريخية فريدة حية وخالدة، ينبغي أن يقدم كتطبيق وتجسيد للنصوص الدينية النظرية التي تدعو إلى هذا التسامح سواء منها ما جاء في كتاب الله او سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى أننا إذ نعمد إلى  أبراز قيمة التسامح في الحضارة الاسلامية،استجابة لأولويات يمليها الظرف الحضاري العام المتميز الذي يشهده العالم اليوم من حولنا، فإننا لا نفعل ذالك من المنظور انتقائي يرصد هذه الصفة وحدها، أو هذه القيمة وكأنها مستقلة في الذات ونسبية بل إننا نقدم هذه الصفة من خلال النسق الاسلامي العام، الموحد الشامل، الذي يقدمه الاسلام باعتباره عقيدة وشريعة ومنهاج حياة جاء لسعادة الإنسان في الدارين.

ذلك أن الوضع الحضاري العام الذي نعيشه اليوم يكشف جهلا مطبقا بهذا الدين الاسلامي، مبادئ وقيما وآدابا وتراثا وتاريخا وحضارة، بل قد تكشف تجاهلا وتحاملا وانحيازا، كما أن هذا الوضع يكشف استغلالا مقصودا لهذا الجهل وذالك التحامل و توظيفا مغرضا لهما، لتشويه صورة الاسلام و طمس حقيقته و جوهره، وذالك بتقديمه على أنه دين يعلن الحرب الدائمة على غير المسلمين حتى يسلموا، وأنه يضمره الكره لهم وبتسبيح حياتهم وأعراضهم وأموالهم، بل ويعتبر ذالك كله مما يتقرب به الى الله سبحانه، مما يجعل الاسلام بهذه النظرة يشكل في عين الانسان غير المسلم خطرا دائما،وكأنه يحمل رسالة انقلابية تؤمن بحتمية الصراع الدموي بين اتباعه من المسلمين وبين غيرهم من أهل الديانات والحضارات الأخرى

ومن البديهي أيها السادة الكرام أن تصحح هذه النظرة الخاطئة انما يقع على عاتق المسلمين، وذالك في مستويات ثلاثة: المستوى العلمي النظري، والمستوى التاريخي والمستوى الحضاري الواقعي المعيش، أي أن يبرز المسلمون أولا الإسلام الثابتة وجوهره المكنون  ثم يرصدوا هذه الحقيقة في تاريخ المسلمين ليبينوا أن ما لا يتوافق معها إنما يكون حجة على المسلمين كبشر، لا على الاسلام ذاته كدين من وحي السماء وأخيرا ان يجسدوا في واقعهم الحضاري هذه الحقيقة و هذا الجوهر الذي أساسه أن الإسلام، إنما جاء ليسعد الانسان ولذالك كرمه وسخر له ما في الكون و الطبيعة، ينتفع به بفضل وظيفة العقل،لعمارة الأرض وتحقيق معنى الاستخلاف فالإسلام هو الحياة الصحية السعيدة، والفطرة السليمة الأصلية، وكل ما من شأنه أن يلوث هذه السعادة وينحرف بهذه الفطرة فهو متناقض لروح الإسلام و مخالف لمقاصد شريعته ومناف لتوجيهاته وقيمه وآدابه.

من المعلوم أن أول ما تحقق به سعادة الانسان شعوره بكرامته وحريته، إذ لا يكون سعيدا من أهدرت كرامته و غصبت حريته…

لقد كرم الإسلام الإنسان بهذا المفهوم، فيحترم حريته و يقدر كرامته وهذا الواجب الديني المقدس نحو الآخر،يدركه المسلم بعقله الذي هو علة هذا التكريم أصلا، ومعنى ذالك أن المسلم الحق لا يمكن أيقع في تناقض سواء في تفكيره أو أقوله أو أفعاله أو سلوكه، لأنها جميعا تصدر عن هذا العقل فهي محكومة بميزانية مضبوطة بمقاييسه فإذا علم هذا المسلم و أدرك بعقله ان الإسلام كرم الإنسان كإنسان فكيف يتصور أن يهين مسلم انسانا،لان يهودي أو مسيحي أو بوذي او ملحد أو ما شاء له أن يكون؟

إن فهم الذات، أصلا ووعي رسالتها على الأرض أساس لفهم الآخر وحسن تقدير ماله من حقوق، وهذا ما جعل الإسلام ينبذ التعصب ويرفض الاكراه و يحارب التطرف أيا ما كان نوعه او مجاله،لان الاكراه يهدر الكرامة والحرية وأذن فهو مناقض للإسلام الذي جاء ليحفظهما باعتبارهما أساس سعادة الانسان الذي كرمه وجاء ليسعده.

هذا النسق العام الذي وضعه الإسلام هو الذي فهمه المسلمون الأولون وطبقوه حسن تطبيق في الواقع ووضعوا بذالك أسس بناء أول حضارة إنسانية في تاريخ البشرية،قامت على تكريم الانسان كإنسان، فكان أول ما تصدر دستورها هو التسامح الديني والحضاري، باحترام حقوق الاخر وتقدير كرامته وحريته وبخاصة منها حرية المعتقد،فقد كانوا يجاهدون من اجل ضمان هذه الحرية لجميع الناس عملا بقوله سبحانه “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة” اي حتى لا يكون هناك اكراه فلا يحق لاح دان يمارس على آخر ضغطا ويكرهه على اعتناق ما ليس مقتنعا به، بل ذهبوا إلى اعتبار هذا النوع من الاكراه فتنة،فقال سبحانه وتعالى “والفتنة أشد من القتل”

إن هذا التسامح الديني هو الذي مكن من ميلاد الحضارة الاسلامية ونموها وانتشارها السريعين، لأن هذا التسامح هو الذي ضمن لغير المسلمين كرامتهم وحريتهم و حقوقهم فاعتزوا بالانتماء اليها واجتهدوا بإسهامها فيها لأنها جعلتهم يشعرون بإنسانيتهم ويحسون بالدافع القوي الى خدمتها والإضافة إليها،عن طواعية وطيب خاطر،فظهر بفضل ذلك، لأول مرة في تاريخ الحضارات ما يمكن ان نسميه بلغة اليوم “المواطن العالمي”في ظل هذه الحضارة الإسلامية.

لقد جسد المسلمون الأوائل هذا المفهوم الشامل الذي يؤطر علاقة المسلم بالغير على أساس من هذا التسامح، وهم في أوج قوتهم وسيادتهم، بدءا بالخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين، ثم من جاء بعدهم  ،مثلما سيفصل الحديث فيه هذا المؤتمر المبارك عند التعرض لهذا الجانب كما هو مدرج في برنامج أعماله ،من ذالك مثلا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما وضع ديوان اخراج وديوان الجند،فانه لم تخرج ابدا من الابقاء على العمال غير المسلمين الذين كانوا يتولون أمور هذا الديوان في عهد الدولتين الفارسية والبزنطية، بل انه لم يتحرج من الاحتفاظ باللغات الاجنبية التي كانت تدارها تلك الاعمال والمهام، من دون اية عقدة أو تعصب، ولا شك أن مثل هذا السلوك  يعتبر قمة في التسامح الديني والحضاري، لأن هؤلاء العمال غير المسلمين يعتزون بكرامتهم و انسانيتهم، لأنهم يحسون بأنهم قد استؤمنوا على مصالح المسلمين،ولم يجبرهم احد على اعتناق الاسلام،ولم يشل احد بشرفهم وحسن ادائهم لآمناتهم.

لقد كان دستور أولئك المسلمين الأولين هو القرآن الذي رباهم على تلك الروح وغرس فيهم تلك الفضائل ونشأهم على تلك الفضائل ونشأهم على تلك الصفات …..لقد فرض عليها تقديس الكليات الخمس بالنسبة لجميع الناس، فنعم بذلك أهل الذمة  بشكل خاص، ولقد حفظ لنا التاريخ تراثا رائعا من المواقف الإنسانية المشرفة التي تشهد لأولئك  المسلمين بصدق حرصهم على سواد العدل بين الناس جميعا وعلى مساواتهم أمام القضاء، على اختلاف دياناتهم أو أجناسهم، وهو ما يعترف به جميع المنصفين من مفكري العالم  و مؤرخيه وكتابه، الذين يجمعون على أن روح التسامح  الديني عند المسلمين لم تكن مقصورة على فترة معينة، بل جسدتها كل أرض تشرب أهلها تعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية الخالدة وما أكثر الأمثلة على ذلك؟

 ففي الأندلس مثلا، بعد سقوط غرناطة سنة1492 م وإثر حملة التفتيش المرعبة التي تلت استعادة شبه الجزيرة الإيبيرية، بلغ مستوى التسامح عند المسلمين قمته في مختلف بلاد الإسلام سواء في الشرق العربي أو في شمال إفريقيا والتاريخ يحدثنا أنه تم استقبال الآلاف من اليهود المضطهدين المطرودين من إسبانيا بكل حفاوة إنسانية من قبل سكان هذه البلاد الإسلامية ، أي بنفس الحفاوة والترحاب الذين استقبل بهما المسلمون المهاجرون، وهم في حالة تدفعهم إلى اليأس من الحياة ، فبعد أن ألقي بهم في قوارب باتجاه المغرب العربي مجردين من كل أملاكهم مسلوبين مهانين، تم إحتضانهم من قبل المسلمين وفروا لهم السكن والعمل وحرية المعتقد وقبل هذا يحدثنا التاريخ أن صلاح الدين الأيوبي قد سجل أروع مثال للتسامح الديني بين البشر، فهو بعد أن استبب له الأمر في القدس بقوة السلاح عامل الجيوش المسيحية المهزومة بكل رأفة وإنسانية، مما أثار اندهاشهم عندما أطلق صلاح الدين مئات من الأسيرات الإفرنجيات وهن معززات مكرمات، هذا الموقف الإنساني الرفيع هو الذي عبر عنه بيير روسي عندما قال : لقد كان إمبراطور القسطنطينية من أول مهنئ صلاح الدين باستعادة القدس عام 1187م.

اسمحوا لي الآن بعد هذا العرض التاريخي الموجز أن اسهم في إثراء هذا الجانب التاريخي بأن أقدم لكم نموذجا لهذا التسامح، من تراث وتاريخ شقيقتكم الجزائر، التي كانت –كما تعلمون – منذ أنار الإسلام ربوعها بنور هدايته بيئة خصبة أثمرت فيها قيمه ومبادئه وآدابه، فطبعت سلوك أهلها الفردي والجماعي في حالتي السلم و الحرب معا وجسدت ذلك بروعة وجلال مواقف قادتها وعلمائها عبر الأجيال الذين أضافوا إلى سجل الإسلام الخالد صفحات مشرقة بدافع من هذا الخلق السامي، خلق التسامح.

ولقد اخترت من تاريخها الحديث خير نموذج يجسد هذه الصفة، وهو الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري، الذي جمع في توافق وانسجام نادرين بين العلم والزهد والتصوف و الأدب والشعر وبين السياسة وتصريف شؤون الدولة والفروسية وفنون الحرب وهو واضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة ،اشتهر بجهاده الطويل ومقاومته المسلحة لجيش الإحتلال الفرنسي هذه المقاومة التي سجل فيها مواقف كانت قمة الروعة في التسامح، تجاوزت أصداءها حدود الجزائر واهتزت لها ضمائر الأحرار في العالم،فنوهوا بها وأعربوا عن تقديرهم للعقيدة التي أثمرتها فكان ذلك انتصارا ومجدا للإسلام قبل أن يكون مجدا يضاف إلى أمجاد هذا الأمير الإنساني البطل، ولقد كتب كثيرون عن سيرة الأمير عبد القادر، مشيدين بأخلاقياته الإنسانية العالية في الحرب وإني أسوق هنا مثالا واحدا لهؤلاء الغربيين الذين كتبوا عن الأمير وقدموا للتاريخ شهادات منصفة، فقد عبر المؤرخ الإنجليزي الشهير شارل هنري شرشل عن إعجابه المنقطع النظير بخلق الأمير عبد القادر والبعد الإنساني السامي فيه، وبصفة خاصة صفة الحلم والتسامح، في كتابه *حياة الأمير عبد القادر*الذي ألفه في لندن عام 1867، ولقد سامحت معاشرته للأمير في دمشق،مدة شهور من الوقوف على هذه الخصال في شخصه، ورصدها في سلوكه ومعاملاته، والتأكد منها من خلال تاريخ مقاومته لجيش الإحتلال الفرنسي.

ولقد ركز هذا المؤرخ بالخصوص ، في إبرازه هذا الخلق الإسلامي الرفيع، خلق التسامح عند الأمير، على معاملته الفريدة للأسرى ، مؤكدا منذ الصفحات الأولى أن تلك المعاملة الإنسانية الرحيمة التي تجعل أسير الحرب ضيفا عزيزا مكرما لا يوجد لها نظير في تاريخ الحروب في أوروبا، ناهيكم من وجودها عند جنرالات الجيش الفرنسي الذين فاقت وحشيتهم كل تصور في إبادتهم للشعب الجزائري غداة احتلالهم.

يقول هذا المؤرخ الإنجليزي *لقد كان الأمير عبد القادر يولي اهتماما خاصا للأسرى الفرنسيين الذين يقعون في قبضة المجاهدين الجزائريين، فكان يسهر شخصيا على طعامهم وشرابهم ويوصي بحسن معاملتهم،فلم يكن الإنسان يميز بين من ينزل عليه ضيفا كريما معززا ، وبين أولئك السرى الذين كانوا يعيشون نوعا من الذهول السعيد الذي لم يألفوه من قبل ، سواء في واقعهم المعيش أو في تاريخهم وتراثهم.

لقد كانت مواقفه الإنسانية التي تجسد التربية الإسلامية في أروع صورها كثيرة ، فقد اطلق مرة سراح تسعين أسيرا فرنسيا ، عندما أحس بأن الحصار المضروب عليه سيؤثر لا محالة على مؤونته فلا يستطيع أن يطعمهم كما يحب ويرضى ، فأين هذا الموقف من ذلك الذي عبر عنه بعض جنرالات الجيش الإسرائيلي حين اعترف بقتل الأسرى المصريين خوفا منه على نفاذ الزاد والعجز عن إطعامهم وتوفير الماء لشرابهم.

ولقد صرح أحد الضباط السامين في الجيش الفرنسي أنهم قرروا إخفاء مثل هذه المواقف الإنسانية على المواقف الإنسانية على الجنود الفرنسيين حتى لا يتأثروا بشخصية الأمير ويتعاطفوا مع هذا الخلق السامي الذي لم يألفوه عند قادتهم ،فيضعف حماسهم في محاربته وإضمار الكره له.

كان الأمير حريصا على إكرام أسراه، وبلغ به هذا الحرص حدا جعله بفكر حتى في توفير الجو المناسب لعبادتهم ـ وفق ما يتطلبه الدين المسيحي، مؤكدا أن حق الأسير في ممارسة شعائره الدينية قد يفوق عنده حاجته إلى الطعام و الشراب و المأوى اللائق.

ويمضي هذا المؤرخ في تعداد ما يؤكد هذا الخلق الإسلامي السامي من خلال مواقف الأمير،فيقول إن جيش الأمير رجع مظفرا،بعد انتصاره في إحدى المعارك فتقدم منه أحد القادة بمجموعة من الأسرى ، وكانت من بينهم أربع نساء شابات فأدار الأمير وجهه مستنكرا هذا المنظر وانقبضت نفسه وحق له ذلك  فهو الذي يعتصر قلبه ألما إذا أحس بأن رجلا أسيرا قد جرحت كرامته فكيف بمنظر امرأة أسيرة؟

أليس الأمير عبد القادر ثمرة من ثمار التربية المحمدية ؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم عن النساء *ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم*

هذا الخلق الإسلامي الرفيع ، خلق التسامح الذي عرف به الأمير عبد القادر ، يعود إلى نشأته في وسط ديني رحب أصيل، وترعرعه في عائلة متدينة صاغ وجدانها الإسلام فأزهر سلوك أفرادها ، وعلى رأسهم الأمير ، وبرزت مثل هذه المواقف الإنسانية التي يهتز لها بل يطرب لها معجبا راضيا كل ضمير حي يقدر الإنسان كإنسان.

هذا الخلق نجده مبثوثا في سيرة الأمير عبد القادر ، لا في مجال المقاومة والحرب فقط، بصفته قائدا ولكن في المجالات الإجتماعية الأخرى ، والإنسانية بصفة عامة

إذ الإنسان لا يكون متسامحا حقا إلا إذا كان هذا الخلق فيه أصيلا ، نابعا من ذات تقدر الإنسان حق قدره ،فتحترم مشاعره وكرامته ،ولا سبيل إلى ذلك كله إلا إذا روعيت حقوقه، مهما يكن بعد ذلك وضعه أو مستواه ، صغيرا كان أو كبير ، ذكرا أو أنثى ،قريبا أو بعيدا ،من ذلك مثلا أنه عندما بويع بالإمارة ، كان أول عمل قام به هو دخوله على زوجته ليقول لها: *إن أردت أن تبقي معي من غير التفات إلى طلب حق فلك ذلك ، وإن أبيت إلا أن تطالبيني بحقك فأمرك بيدك لأني قد تحملت ما يشغلني عنك*     

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *