تعود معرفتي بمعالي الشيخ الدكتور بوعبد الله غلام الله منذ أن كان وزيرا لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف ما بين سنتي 1997 إلى 2014، وترسخت هذه المعرفة أكثر فأكثر منذ أن أشرفنا على إقامة العديد من المؤتمرات الدولية والمحلية.

لاسيما تلك المتعلقة بتاريخ مدينة وهران وعلمائها ودورهم في مجابهة الاحتلال الاسباني. حيث تجده مواظباً على الحضور في كامل جلسات المؤتمرات منصتا لمحاضرات الأساتذة كاملة.

وقد توطدت علاقتي ومعرفتي بمعالي الشيخ الدكتور بوعبد الله غلام الله أكثر، لمّا استدعيت كعضو بالمجلس الاسلامي الأعلى منذ سنة 2017 إلى يومنا هذا.

لاسيما خلال الاجتماعات الدورية التي كانت تعقد كل مرة (ثلاثة اشهر) بصفة منتظمة، نناقش خلالها بعض القضايا المحلية والإقليمية والدولية. والحرص على القيام بنشاطات علمية هادفة تخدم الفرد والمجتمع على حد سواء.

تبرز قيمة تراثنا المخطوط وذاكرتنا التاريخية كونها مرآة تعكس شخصيتنا وهويتنا العربية والإسلامية، وهو داب علية معالي الشيخ الدكتور أبو عبد الله غلام الله من خلال سلسلة من المشاريع البحثية منها ترسيم مؤتمر تاريخ وعلماء مدينة وهران ومجابهتها للاحتلال الاسباني والفرنسي.

إلى جانب حرص معالي الشيخ الدكتور أبو عبد الله غلام الله على الحفاظ على تراثنا فهرسة ودراسة وتحقيقا، حيث تم تشكيل فوج عمل بين المجلس الاسلامي الأعلى والمجلس الأعلى للغة العربية، وتكليفهما بإنشاء وإعداد معلمة المخطوطات الجزائرية، وضبط مدوناتها ومعالمها، والتي من بين مهامها:

• جرد كمي للمخطوطات الجزائرية، وحصر أماكن تواجدها، ورقمنتها وحوسبتها، ومن ثم إدراجها ضمن الموقعين الالكترونيين للهيئتين السالفتي الذكر. وهذا لم يمنع معالي الشيخ الدكتور بو عبد الله غلام الله بنفسه من مشاركتنا في فهرسة خزانة مخطوطات أجداده بمكتبته بتيارت، ووضع بطاقات لكل مخطوط مع ذكر بياناته. والملفت للانتباه أنه رغم انشغالات الشيخ الدكتور بوعبد الله غلام الله الادارية والمهنية؛ إلا أن هذا لم يمنعه من الكتابة والمشاركة بقلمه في قضايا العلم المختلفة مثل اصداره لكتاب الفلسفة.