مرحبا

آراء وانطباعات

آراء وانطباعات عن الدكتور بوعبد الله غلام الله 

غلام الله . المهيب كما عاشرناه

لاشكّ أنّ الدُّكتور الجليل، والعالم الأصيل، الشّيخ أبا عبد الله غلام الله، كان رمزا لاستقرار وزارة الشّؤون الدّينيّة والأوقاف، وقد نهض بالقطاع نهضة إصلاحيّة رائدة، فأسّس ديوانا للحجّ والعمرة، ورسّى صندوقا للزّكاة، وأسهم في بناء المسجد الأعظم، وعمل على توجيهه إلى ذلك المنحى الحضاريّ الّذي جمع بين الأصالة والمعاصرة.

 وأذكر وأنا على ذلك من الشّاهدين، حينما كنت مديرا لمعهد تكوين الأئمّة بعين صالح، أنّه كان يسعى بكلّ مايملك من رأي وحكمة وسلطة، إلى الرّقي بالتّكوين في المعاهد ، بما يحمي المرجعيّة، ويرفع الإمام مكانا عليّا، ويحفظ للقطاع هيبته ووقاره، فيعمل الإمام على استقطاب فئات المجتمع كافّة، ويحافظ على ثوابت الأمّة،  وعلى أصول نهضتها، وقد كانت مبادرته إلى فتح ورشة لإصلاح التّكوين، سبيلا لاستنهاض الهمم، واستثمار الطّاقات والكفاءات الّتي تحوزها الجزائر، وتزهو بها على الأوطان ، تمكينا واعيا  للمرجعيّة الرّاسخة، والمبادئ النّاصعة، ممّا يحصّن الأفكار، ويضمن للجزائر الغالية العمار والاستقرار.

لقد كان الشّيخ الرّئيس ذا صدر رحب، وحكمة راسخة، ورؤية ناصعة، وخلق نبيل، وتعامل أصيل، وقد كان حرصه على حضور الملتقى السّنويّ بعين صالح ، مع ثلّة من العلماء الأخيار، والفقهاء الأبرار، نابعا من إيمانه بأهميّة التّواصل بين الأجيال، وكان لا يفتأ يقدّم ما تمخّضت عنه تجاربه من نصائح غالية، ومبادئ عالية، يتلقّاها الطّلبة المتكوّنون، والأساتذة المؤطّرون، بشغف وتفاعل، حيث كان الشّيخ لهم بمثابة الأب الحاني، والنّاصح الأمين،  والمربّي الأسوة ، ولم تكن زياراته مقتصرة على المعهد، بل كان يزور الزّوايا المبثوثة في أرجاء ولايتنا، باعتبارها قلاعا للقرآن الشّريف، ومحاضن للفقه المنيف، وهي روافد لمعهد الأئمّة الّذين هيّأت لهم القدرة العليّة ، سبل الحفاظ على القرآن وعلومه، ومهّدت لهم المسالك للعناية بالّلغة العربيّة والعلوم الشّرعيّة ، لتحقيق غد أمثل، ومستقبل أكمل، يضمن للجزائر أمنها ورقيها وازدهارها، وللقطاع الدّينيّ فاعليّته وتأثيره وتوازنه.

لقد كان الشّيخ في فترة استوزاره في هذا القطاع الاستراتيجيّ الهامّ، مثالا للتّواضع وبذل النّصح للعامّ والخاصّ، والصّدع بالكملة الطّيبة التّي جمعت القلوب على محبّته وتقديره، والنّفوس على احترامه وتوقيره، وكانت مؤهّلاته الرّوحيّة والعلميّة، تؤكّد جدارته بما أنيط به من مسؤوليّة، تجعله من الرّجال الّذين تركواْ بصماتهم الإيجابيّة، في نهضة القطاع وتطوّره وسموقه.                               

  نسأل الله له الحفظ والرّعاية والتّوفيق.

نحب أن نسمع منك

اتصل بنا

ولكن في المواضيع المتعلقة بـاختصاصاتنا

الشبكات الإجتماعية

إتصل إلينا من خلال

Site Statistics
  • Today's visitors: 1
  • Today's page views: : 1
  • Total visitors : 5,057
  • Total page views: 6,872